الثاني،
انها كما تدل على توحيد المعبود الحق، كذلك تدل على هلاك ما سواه وبطلان ما عداه؛ لأن كل ما يطاع من دونه وينظر إليه من أن له حولا وقوة، فهو إله كما قال تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه [1] وقد نفت الكلمة كل إله سواه.
الثالث،
انها تدل على ان كل عبادة صدرت من أي عابد، فهو بالحقيقة لله، ومرجعه إلى الله، وإليه يرجع الأمر كله؛ وذلك لأن كل ما يتوهم في شيء من خير فهو من الله، وإليه ترجع عواقب الثناء.
الرابع،
انها بحسب التركيب مأخوذة الحروف من لفظة الله إذ لا حرف فيها، الا وهي في تلك اللفظة [2] المباركة. وفي ذلك إشارة إلى أن مدلول تلك الكلمة، هو تفصيل معنى هذه اللفظة؛ لأن الله اسم للذات المستجمع لجميع الصفات الكمالية، المنعوت بنعوت الربوبية، المقدس عن الشريك في الوجود والكمال، وفي الصفات والأفعال؛ وأن [3] كل وجود وكل كمال وجود، فانما هو من شعاع وجوده، ورشحات جوده [4] ، فاللفظة الشريفة دلت بإجمالها على تفرده تعالى بالوجود الحقيقي؛ وأن [5] كل ما سواه غير مستحق للوجود وكمالات الوجود بذاته.
الخامس،
انها مشتمله على لفظة الله سوى أسمائه الاخر؛ إذ هذه اللفظة هو الاسم الجامع لجميع الأسماء فكأن ذكره هو ذكر جميع الأسماء.
Page 23