Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Genres
بالإضافة إلى الله تعالى كيلا يشغل سره عن الحق جل وعلا، فهو متكبر [1] بالحق على كل شيء سوى الحق . والمعنى: ثبت الصغر والحقارة لمن تكبر سوى الله سبحانه؛ إذ له الكبرياء في السماوات والأرض [2] ولا ينبغى لما سواه.
[كل شيء خاضع لعظمته تعالى]
وتواضعت الأشياء لعظمته
«العظمة»، عبارة عن كمال الذات والصفات جميعا و«التواضع»، هو خفض الجناح وإظهار الذلة. وكل شيء ذليل خاضع لله ولعظمته: أما باعتبار ذاته سبحانه فلأن الكل هالك سوى وجهه الكريم [3] وأما باعتبار صفاته، فإن الكل مظاهر أحكام صفاته، تقلبه حيث شاء الله تعالى.
وانقادت لسلطانه وعزته
«السلطان» مصدر كالغفران بمعنى القهر. و«العزة» هي الغلبة. وقهره تعالى للأشياء وسلطانه عليها، هو كونها مسخرة تحت قدرته عاجزة في قبضته، بحيث ينفذ [4] مشيته فيها ويصرفها كيف يشاء.
وكلت عن إدراكه طروف العيون
«كل» عن العمل، إذا عيي. و«الطرف» (بالتسكين)، تحديد [5] الجفون في النظر. ولما لم يكن سبحانه في جهة من الجهات فلا يدركه الأبصار وإن تحدقت نحوه، كيف وأوهام القلوب لا تصل إليه فأين أبصار العيون عن ذلك!
Page 94