ودلت عليه بآياته.
يعني ان الأنبياء لما سئلوا عنه تعالى لم تصفوه [1] حتى يلزم التحديد والنقص.
ويحتمل أن يكون من قبيل [2] القلب أي لم يحدوه ولم يأتوا بنقص فيه بوصفهم إياه، لأنه متعال عن وصف الواصفين، وكل من وصفه فقد حده؛ وذلك لأن الوصف سواء كان بالعينية أو الزيادة هي جهة الإحاطة- إحاطة الواصف وإحاطة الوصف- والإحاطة تستلزم التحديد. وأما توصيفه تعالى بما وصف به نفسه فهو على سبيل الإقرار المحض [3] ، كما هو سبيل الاعتقاد بوجوده؛ وكذا وصفه بأفعاله وآياته فانما هو بالحقيقة إحاطة بالأفعال لا به، وذلك بأن لها فاعلا عالما قادرا حكيما لا يشبه شيئا [4] ؛ فالأنبياء عليهم السلام وقفوا حيث ما حد لهم الله تعالى [5] من الوصف بالأفعال والآيات فكيف لغيرهم التجاوز عنه؟! وهل هو إلا إلحاد [6] في الأسماء والصفات، فهذا إبراهيم خليل الله [7] عليه السلام قال للكافر بالله: ربي [8] الذي يحيي ويميت و فإن الله يأتي بالشمس من المشرق [9] وهذا موسى كليم
Page 79