في هذه [1] الفقرات الثلاث. فعدم تقدم الوقت وسبق الزمان، نفي للكم [2] الغير القار ومقولة «متى»، عنه تعالى؛ فهو ليس في حد من الزمان ولا في نفس الزمان.
و«عدم تعاور الزيادة والنقصان وتناوبهما عليه»- من «تعاوروا الشيء»: إذا أخذوه نوبا: أي واحدا بعد واحد- نفي للجسمية التعليمية إذ التزيد والتنقص إنما هي في الأحجام والأعظام. وعدم موصوفيته بالأين والمكان، نفي لمقولة «أين» [3] وللسطح؛ إذ الشيء [4] إنما هو في المكان بسطحه على المذهب الحق.
[وجه خفائه وظهوره تعالى]
الذي بطن من خفيات الأمور وظهر في العقول بما يرى من خلقه من علامات التدبير.
«البطون» و«الظهور» إنما هو بالنسبة إلى الإدراكات. فالله سبحانه «باطن» إن طلب من جهة الحس وخزانة الخيال و«ظاهر» في العقول بطريق الاستدلال.
قوله عليه السلام: «الذي بطن من خفيات الأمور»: أي صار باطنا للخفيات فهو أخفى من خفيات الحس والخيال ومشكلات العقول. ويحتمل أن يكون المعنى انه صار باطنا خفيا من بينها، كأنها بالنسبة إلى خفائه جليات ليست بمخفيات.
وبالجملة، ليس خفاؤه عز شأنه باحتجاب ولا باستتار نقاب، بل هو باعتبار كمال ظهوره خفي. ومن ذلك قيل: «يا خفيا من فرط الظهور» [5] وسيجيء في
Page 77