المتغير كما في النهاية [1] : «كل متغير حائل» أو بمعنى المتحرك يقال: حال الشخص:
إذا تحول وكذلك كل متحول عن حاله. ومنه: استحلت الشخص: نظرت إليه هل يتحرك؟ كذا في المجمل. والمعنى، انه عز شأنه لا يدرك بالبصر إذ لا بد في الإبصار من المقابلة لا محالة وهي تحدث للشيئين أمرا لم يكن لهما [2] قبل آن المقابلة، وإذا انتقل البصر عن المبصر زالت تلك الصفة وهي [3] المقابلة فقد وقع التغير. والمبدأ الأول [4] لا يجوز عليه التغير من وجه أصلا. ويحتمل أن يكون التغير إنما هو في كونه مدركا بالفعل بالبصر، فإذا انتقل عنه البصر، زالت عنه صفة كونه مرئيا لهذا الرائي.
ويحتمل أن يكون «الحائل» بمعنى المانع. والمراد أنه جل مجده لما لم يخل عنه مكان مع كونه في لا مكان، فلو كان هو سبحانه مدركا بالبصر كان لا محالة في جهة خاصة ومكان خاص، فإذا انتقل عنه البصر، لم يكن يدركه البصر كما هو شأن البصر في مدركاته، فيكون هو مانعا- بعد انتقال الأبصار- عن الرؤية مع أنه سبحانه إنما منظره في القرب والبعد سواء.
الاحتمال الثاني،
أن تكون كلمة «بعد» (بضم الموحدة)، بمعنى الامتداد الواصل بين الرائي والمرئي، و«الحائل» بمعنى المانع لا غير. والمعنى انه لو كان سبحانه وتعالى مدركا بالبصر، لكان الامتداد الذي ينتقل فيه ويتوجه النور البصري إليه تعالى فاصلا بينه وبين الرائي لا محالة- على ما هو شرط الرؤية- فيكون محدودا تعالى
Page 75