في أمكنتها الخاصة- بمعني انه لا يلزم أن يكون أمكنتها الخاصة ملحوظة للنفس في هذا الإدراك وإن كان قد يتفق أن يكون ملحوظة وهذا هو معنى «التجريد الخيالي»؛ فإن تجريد [1] الشيء عن مكانه الخاص به تجريد له عن بعض اللوازم المادية لا ما زعمه «أرباب الحصول»، فإن حصول الصورة إيجاد لشيء آخر لا تجريد للشيء الأول؛ وأما المدركات [2] العقلية فهي مدركة للنفس بنفس ذاتها وقوتها الذاتية التي هي عينها وبرجوع النفس إلى ذاتها من غير احتياج إلى آلة أصلا.
وبالجملة، التعبير ب «الوقوع» وب «الشبح القائم»، الذي يشبه الشيء الذي يقع فيه بعض التجريد لإبهامه- كما وقع في هذه العبارة- من أحسن التعبير.
ويؤيد ما ذهبنا إليه في الإدراك عند الخبير.
وصورة الاستدلال: ان الله سبحانه لا يصل إليه «الإدراك التخيلي» وإلا لكان شبحا قائما محدودا بحدود مجردا عن بعض الحدود، وكل ما هو محدود فقد أحيط به، وخالق الأشياء لم يحط به الأشياء كما قيل: «المحرك الأول» على المحيط دون المحاط، وذلك لأن كل محاط به، فهو إما جسماني أو معلول للمحيط والمبدأ الأول منزه عن الجسمية وعن المعلولية.
[انه تعالى لا يدرك بالأبصار]
ولم تدركه الأبصار فيكون بعد انتقالها حائلا.
يمكن أن يقرأ هذه العبارة على وجهين:
الأول،
أن يكون لفظ [3] «بعد» (بفتح الباء) على الظرفية و«الحائل» بمعنى
Page 74