الذي لم يلد فيكون في العز مشاركا [1] .
«فيكون»، منصوب بتقدير «أن» وكذا الأفعال المصدرة ب «الفاء» بعده؛ و«مشاركا» على صيغة المفعول أي حتى يشاركه ولده في عزه وجلاله؛ إذ الولد، إنما يعز بعزة أبيه إذا كان أبوه عزيزا إذ هو من أهل بيت الشرف والعزة والحال انه لا مشارك له تعالى في شيء من الأشياء. ويمكن أن يكون إشارة إلى البرهان المشهور للتوحيد [2] . وأراد ب «العز»، وجوب الوجود، إذ هو سبب الاتصاف بجميع النعوت الإلهية. وصورة الدليل، أن الولد لا محالة يكون من نوع الأب وإنما التمايز بالعوارض وذلك بشهادة [3] العقول جميعا. فلو فرض لله تعالى ولد، لكان مشاركا له في حقيقته فيحتاج إلى المميز والاحتياج يناقض وجوب الوجود. ولا ريب ان هذا التقرير على امتناع الولد، مما لا يرد عليه الشبهة المشهورة بشبهة ابن كمونة [4] كما لا يخفى.
[انه تعالى لم يولد حتى يكون موروثا]
Page 71