والمعنى: لا ينقطع مخلوقاته العجيبة التي تعجب [1] منها العقول ، ويقصر [2] عن البلوغ إلى أسرار حكمتها كل فضول. والسبب في عدم الانقطاع هو انه جل ثناؤه كل يوم في شأن [3] أي في كل آن يظهر أمرا بديعا لم يكن قبل الآن. وليس هو سبحانه قد فرغ من الأمر كما يقوله اليهود [4] وأضرابهم وسر ذلك هو تقابل الأسماء الإلهية واختلاف مقتضياتها وذلك باب من العلم تكثر [5] فوائدها.
اعلم، انه ذهب كثير من المحققين إلى تجدد الخلق مع الآنات، وتشبثوا بعد أدلتهم العقلية بهذه الآية وأمثالها، لكن قوله عليه السلام في تفسير الآية حيث بين [6] الشأن بإحداث أمر بديع لم يكن، يقطع [7] متشبثهم؛ إذ القائل بتجدد الخلق يقول بمماثلة الوجودات المتجددة وهي لا تكون بديعة.
[انه تعالى لم يلد حتى يشاركه ولده]
Page 70