فكونهم ما عرفوا موضع الدلالة على [1] توحيده في هذه الآية حتى قدحوا فيه [2] وأما سوء الأدب، فمعارضتهم بما دخلوا فيها بالأمور القادحة فجعلوا نظرهم في توحيده اتم في الدلالة مما [3] دل به الحق على أحديته. وما ذهب [4] إلى هذا إلا المتأخرون من المتكلمين الناظرين في هذا الشأن وأما المتقدمون، [5] فما عرجوا [6] عن هذه الدلالة وسعوا في تقريرها وأبانوا عن استقامتها أدبا مع الله تعالى وعلما بموضع الدلالة منها.- انتهى.
وأما نفي التشبيه فهو الإقرار بأن الله لا يماثله شيء في وجود ذاته وفي صفاته وأفعاله؛ تعالى عما يقول الملحدون فيه وفي أسمائه.
وفي هذا الباب خمسة وثلاثون [7] حديثا منها خطب. وليكن شرح الخطب وبيانها بحذاء العبارات لغموضها:
الخطبة الأولى [8]
، [9]
[كلام في «الموت» وانه تعالى لا يوصف به]
بإسناده «عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور، قال: خطب امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه يوما خطبة بعد العصر، فعجب الناس من حسن صفته وما ذكر من تعظيم الله جل
Page 68