الحديث الثالث والثلاثون [1]
[الكلام في الميزان]
بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «قال الله جل جلاله لموسى عليه السلام: «يا موسى! لو ان السماوات وعامريهن والأرضين السبع في كفة، ولا إله الا الله في كفة، مالت بهن لا إله الا الله».
شرح:
المراد «بعامري السماوات»، النفوس المدبرة لها والملائكة الموكلة عليها.
وسر الميل والرجحان، ان الكلمة الطيبة تدل على وجوده سبحانه ووحدته واستجماعه جميع الصفات الحسنى اللائقة به [2] . والسماوات والأرضون وما فيهما كلها، لا شيء محض وليس صرف ما عندكم ينفد وما عند الله باق [3] وإنما هي أظلال نور وجوده وأشعة شهوده. ولا ريب ان الأصل يترجح على الفرع، وأين الوجود من العدم!
ثم اعلم، ان هذا «الوزن»، إنما هو لبيان انه لا يقابل «التوحيد» شيء من الأعمال والذوات؛ وأما انه هل يوزن تلك الكلمة في ميزان القيامة؟ فالحق، انه يوزن بها [4] فترجح كفتها [5] وبذلك يغفر لأهل التوحيد كما نص عليه في أخبار هذا الباب بل هي «الميزان» نفسه كما في الخبر النبوي: «الميزان كلمة لا إله إلا
Page 62