التوحيد يشفعون [1] فيشفعون» ثم قال عليه السلام: «اذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت اعمالهم في دار الدنيا، الى النار فيقولون: يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا؟! وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على [2] أن لا إله الا انت؟! أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب؟! أم كيف تحرق ايدينا وقد رفعناها بالدعاء أليك؟! فيقول الله جل جلاله: عبادي! ساءت اعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم فيقولون: يا ربنا! عفوك اعظم أم خطيئتنا؟ فيقول عز وجل: بل عفوي فيقولون: رحمتك اوسع أم ذنوبنا؟ فيقول عز وجل: بل رحمتي فيقولون: إقرارنا بتوحيدك اعظم أم ذنوبنا؟ فيقول عز وجل: بل اقراركم بتوحيدي اعظم. فيقولون: يا ربنا! فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شيء؛ فيقول الله جل جلاله: ملائكتي! وعزتي وجلالي! ما خلقت خلقا احب إلي من المقرين بتوحيدي وان لا إله غيري وحق علي ان لا أصلي بالنار اهل توحيدي، أدخلوا عبادي الجنة».
شرح:
«يشفعون فيشفعون» الأول للمجرد المعلوم، والثاني للتفعيل المجهول.
يقال: «شفع» على الأول إذا طلب لغيره، فشفع على الثاني إذا قبلت شفاعته.
وهذه الشفاعة إنما هي لأهل التوحيد الذين لم يبلغوا درجة الشافعين ولم ينالوا
Page 57