إليه مفتقر في كله إلى ما لديه؛ ولأنه لو كان محتاجا في شيء [1] لزم إمكانه من هذه الجهة والإمكان بطلان محض. ولو استغنى عنه شيء في شيء، انقلبت حقيقة الإمكان والفقر؛ إذ الإمكان هو الاحتياج المحض والفقر الكلي.
وأيضا، يلزم أن يخلو عنه شيء حيث لا يصل هو سبحانه إلى ذلك الشيء المستغني عنه، وذلك يستلزم محدوديته سبحانه وينافي صمديته عز شأنه [2] . ولا شك ان العالم بأن الله حق على الحقيقة من أهل الجنة؛ إذ الجنة منزلة أهل الحق ولا حق أحق بالحقية من اعتقاد أن الله حق. وعن النبي صلى الله عليه وآله [3] :
«أصدق قيل قالته العرب قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل «4»
.
المتمم [5]
الثلاثون [6]
[شفاعة أهل التوحيد ومسائلتهم الله تعالى لينالوا العفو والرحمة]
بإسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
«والذي بعثني بالحق بشيرا لا يعذب الله بالنار [7] موحدا ابدا، وأن اهل
Page 56