شرح:
في بعض النسخ، بعد قوله «بالتوحيد»، «أحسن أو أساء».
اعلم، انه ورد عنهم عليهم السلام: أن الإحسان هو «أن تعبد الله كأنك تراه» [1] وفي هذا الخبر فسر «الإحسان»، «بالتوحيد» الذي هو من نعم الله. ومآل التفسيرين واحد؛ فان الموحد الحقيقي لا يرى للذوات الممكنة وجودا وشيئية ولا حولا ولا قوة الا بالله، فإذا نظر إلى كل شيء فقد رأى الله فيه بحقائق الإيمان.
وقوله: «أنعمت عليه [2] بالتوحيد»، صريح في ان «توحيد الله» من نعمه سبحانه وليس من صنع العبد في شيء، فكلا الإحسانين منه جل ثناؤه. فله الحمد في الأولى والآخرة وله الشكر على النعم السابقة واللاحقة.
الحديث التاسع والعشرون [وجه ان من علم ان الله حق دخل الجنة]
بإسناده عن حمران، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «من مات وهو يعلم أن الله حق، دخل الجنة».
شرح:
«الحق المطلق»، هو الموجود الحقيقي الثابت بذاته، المستغني عن كل شيء في كل شيء، ولا يستغني عنه شيء في شيء بل الكل منه وله الكل في وحدة، إذ لو احتاج هو في شيء إلى شيء أو استغنى عنه شيء في شيء فليس حقا على الإطلاق. فالمبدأ الأول [3] ، هو «الحق المطلق» وكل ما سواه فباطل محتاج
Page 55