والكرسي كما في الأخبار: «ان العرش إنما استقر بلا إله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله» [1] ولأن كل موجود، إنما قام باسم من أسماء الله كما في الأدعية:
«باسمك الذي تقوم به السماوات [2] »- إلى غير ذلك. وجميع الموجودات إنما قام باسم الله الذي هو إمام أئمة الأسماء [3] . و«ياقوتيتها»، باعتبار نسبتها إلى الذات التي هي زين السماوات والأرض ونورهما. و«حمرتها»، باعتبار إضافتها إلى «المألوه»؛ إذ الحمرة إنما تحدث [4] من اختلاط البياض مع السواد [5] الذي هو ظلمة الإمكان والعدم [6] .
والعرش، عرش «الوحدانية» كما في حديث [7] : العرش في قوله سبحانه: رب العرش عما يصفون [8] أي: رب الوحدانية [9] .
ولما كانت «الألوهية» من الأمور المتضايفة، فلا محالة تقتضي «مألوها» فأحد طرفي ذلك العمود هو «الوحدانية» وعبر عنه ب «الرأس» لأن الله علا بالوحدانية والطرف الآخر هو المخلوق المألوه وعبر عنه ب «الأسفل».
و«الحوت»، هو صور الأشياء القائمة بالمواد [10] الجسمانية المعبرة عنها
Page 46