رتبة معناها، ولا علم أشرف من معرفة الله تعالى وتوحيده والعلم بصفاته الحسنى.
وأما «مد الصوت»، فانه مما يترتب عليه الأثر الذي هو «تناثر الذنوب» لأن جملة «يمد صوته» حالية. والحكم إنما يتفرع على القيد [1] .
قيل: المراد بمد الصوت، هي المدة الواقعة بين كلمة «لا» ولفظة «الإله» حتى ان [2] ابن كثير من القراء، صرح بإشباع تلك المدة؛ مع ان القراء كلهم يبالغون في عدم تطويل المدات كلها.
وأقول: لفظة «الصوت» ورجوع الضمير في «بها» إلى «الكلمة» يأبى عن ذلك كما لا يخفى.
وأما [3] «تناثر الذنوب» فلعل المراد بالذنوب، هو الوجود وكمالاته التي اعتقد كل أحد انها له كما قيل: «وجودك ذنب لا يقاس به ذنب» [4] . وتناثرها، عبارة عن اضمحلال الكل لدى القائل بتلك الكلمة، إذا قالها عن خلوص عقيدة وعرفان قلب؛ إذ مفادها هلاك الكل، ومعرفة ان الله هو الثابت. ولا ينافي ذلك [5] تناثر الذنوب الظاهرة؛ إذ المراد هو المعنى العام لهما.
الحديث الخامس عشر [من قال: «لا إله الا الله وحده لا شريك له» فله الجنة]
Page 41