الحديث الرابع عشر [الكلمة الطيبة أحب كلمة إلى الله]
بإسناده عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «ما من الكلام كلمة أحب الى الله عز وجل من قول لا إله الا الله وما من عبد يقول: لا إله إلا الله، يمد بها صوته، فيفرغ، إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه، كما يتناثر ورق الشجرة [1] تحتها».
شرح:
أما وجه كونها أحب الكلمات إلى الله، فلوجهين:
أما أولا، فلأن الله إنما خلق الخلق ليعرفوا خالقهم كما في القدسيات:
«كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكى أعرف» [2] فلما كانت تلك الكلمة الصادرة عن قائلها، تشعر [3] بان قائلها ممن يعتقد بالله ووحدانيته وسائر صفاته الكمالية المستجمع لها اسم الله، فهي أحب الكلمات إلى الله تعالى إذ هي التي تنبئ [4] عن حصول الغرض المتعلق بالخلق وهو «المعرفة»؛
وأما ثانيا، فلأن شرف الكلمة الموجب لحسنها ومحبوبيتها، إنما هو بشرف
Page 40