كذبت رسل من قبلك [1] أي وإن يكذبوك، فلا تحزن واصبر، فقد وقع التكذيب قبلك وليس أمرا مبتدعا فيك. والتقدير في المقام: الموجبتان، هما الشرك وعدمه فإن من [2] مات كذا، فهو كذا ومن مات كذا، فهو كذا.
الحديث التاسع [من أبى قول «لا إله الا الله» فهو جبار عنيد]
بإسناده، عن الحسن بن الصباح، قال: حدثني أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «كل جبار عنيد [3] ، من أبى أن يقول لا إله الا الله».
شرح:
أي هو من أبى عن هذا القول. «الجبار [4] » من العباد: من ارتفع عن الاتباع ونال درجة الاستتباع. قال في مجمل اللغة [5] : رجل جبار: لا يرى لأحد عليه حقا. و«العنيد»: المتجبر- انتهى. فكل من أبى عن القول بالوحدانية فكأنه لا يرى لله- جل ثناؤه- عليه حقا من النعم الابتدائية والآلاء الغير المتناهية وارتفع عن عبادة ربه واتباع أمره ونهيه، فهو جبار عنيد- نعوذ بالله منه-.
Page 36