117

الأقدس» وأول من قبل ذلك الجوهر من الصور، هو الحقيقة المحمدية المسماة بالعقل الأول لأن تلك الحقيقة لشدة نوريتها يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ؛ بخلاف سائر الصور النورية فانها تحتاج إلى ذلك الزيت في استنارتها واستضاءتها.

وبالجملة، هذا الجوهر هو مكان الأمكنة وهو البعد الذي قال به أفلاطون الإلهي ولم يفهم من تلاميذه الا المعلم الأول للحكمة، حيث أودعه في سره؛ فضنه أنت أيضا عن [1] غير أهله. والله الهادي وله الحمد.

[وجه انه لا ابتداء له تعالى]

وابتداؤه إياهم، دليل على ان لا ابتداء له لعجز [2] كل مبتدأ عن ابتداء غيره

هاهنا ثلاث مقامات [3] :

الأول، انه كيف يكون ذلك دليلا؟

والثاني، لم صار يعجز الشيء الذي له ابتداء، عن ابتداء غيره؟

الثالث، كيف يجتمع هذا مع القول بالأسباب والوسائط والعلل المتوسطة من المبادي العالية والسافلة؟

أما المقام الاول، فالبرهان عليه، هو المقام الثاني. بيان ذلك: انه قد تحقق ببراهين إثبات المبدأ الأول جل شأنه [4] وتناهي العلل إلى علة فاعلية لا علة لها، انه مبدأ المبادي وعلة العلل فنقول:

Page 132