77

Sharh Shicr Mutanabbi

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Investigator

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وقال يرثي أبا الهيجاء عبد الله بن سيف الدولة، وتوفي بميافارقين. أنشدها في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. بِنَا مِنْكَ فَوْقَ الرَّمْلِ ما بِكَ في الرَّمْلِ ... وَهَذا الذي يُضْني كذَاكَ الذي يُبْلي يقول: بنا من السقم بعدك، والأسف لفقدك، وضنى الأجسامِ لمصيبتك، وتغيرها لرزيتك، وإن كنا على ظاهر الأرض، كالذي بك في باطنها، من بلى جسمك، وتغير الترب لحسنك، وهذا الذي يضني أجسامنا كذاك الذي يبلى جسمك. كأنَّكَ أبْصَرْتَ الَّذي بي فَخِفْتَهُ ... إذا عِشْتَ فاخْتَرْتَ الحِمَامَ عَلَى الثُّكْلِ الحمام: الموت، والثكل: فقد الحبيب. ثم قال: كأنك أبصرت الذي ألقاه من الحزن عليك، وأقاسيه من الوجد بك، وعلمت أن الدنيا مجبولة على فقد الأحبة، وإعدام الأعزة، فآثرت الموت على الثكل، واخترت الحمام على الحزن. تَرَكْتَ خُدُودَ الغَانِياتِ وَفَوْقَها ... دُمُوعُ تُذِيبُ الحُسْنَ في الأعْيُنِ النَّجِل

1 / 233