229

Sharḥ shiʿr al-Mutanabbī - al-safar al-thānī

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Editor

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

ثم قال: أخو غزوات لا يملها، ووقائع في الروم لا يغبها، حتى يعترضه الشتاء، ويمنعه الثلج، فحينئذ ترتفع عن الروم سيوفه، وتتوقف عن بلادهم جيوشه. وأشار بجمود سيحان إلى ما قصده من كثرة الثلج وإكباب الشتاء.
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ حَمَاها من الظُّبا ... لَمَى شَفَتْيها والثَّدِيُّ النَّواهدُ
اللمى: حمرة الشفتين يغلب عليها السواد.
فيقول: فلم تبق سيوف الدولة من الروم غير النساء اللواتي حماهن من ظبا السيوف حسنهن، وما رغبه أهل الجيش من التمتع بهن.
تُبَكَّي عليهَّن البَطَاريقُ في الدُّجى ... وَهُنَّ لَدَيْنَا مُلْقَيَاتُ كَوَاسِدُ
البطاريق: أكابر الروم، والكواسد: اللواتي لا يرغب فيهن.
ثم قال: تبكي عليهن البطاريق من أوليائهن، لتقصيرهم عن المنع، وهن بأيدينا كواسد، لا نرغب فيهن لكثرتهن، ولا يعجب بهن لتمكنهن.

1 / 385