143

Sharh Shicr Mutanabbi

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Investigator

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وأجمل أيضًا ذكره، فقال: رُبَّ نَجِيْعٍ بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ انْسَفَكا ... وَرُبَّ قَافيةٍ غَاضَتْ بِهِ مَلِكَا مَنْ يَعْرِفِ الشَّمْسَ لا يُنْكِرْ مَطَالِعِهِا ... أَوْ يُبْصِرِ الخَيْلَ لا يسْتَكْرِمِ الرَّمَكَا تَسُرُّ بالمالِ بَعْضَ المالِ تَمْلِكُهُ ... إنَّ البلادِ وإنَّ العِالَمينَ لَكَا النجيع: الدم، والرمك: جمع رمكة، وهي الفرس التي تتخذ للنتاج دون الركوب. فيقول: رب مخالف عصى سيف الدولة، فسفك دمه، ورب معاند له من الملوك سمع شعري فيه، فغاظه حسنه، ثم ضرب لسيف الدولة مثلًا في اختياره لقصده، ومعرفة سيف الدولة بقدره، فقال: من عرف الشمس لم ينكرها، لاختلاف مطالعها، ومن عرف سيف الدولة لم ينكره، لاختلاف مقاصده، وتباين مواضعه، ومن أبصر عتاق الخيل لم يستكرم هجان الرمك، وذلك شأن سيف الدولة في اصطناعه لأبي الطيب، وإعراضه عن حساده؛ لأن موقعه منهم هذا الموقع.

1 / 299