أتيح لك الظّعائن من مراد ... وما خطب أتاح لنا مرادا
إليك رحلت يا عمر بن ليلى ... على ثقة أزورك واعتمادا
تعوّد صالح الأخلاق إنّي ... رأيت المرء يلزم ما استعادا
أقول وقد أتين على قرورى ... وآل البيد يطّرد اطّرادا
عليكم ذا النّدى عمر بن ليلى ... جوادا سابقا بذّ الجيادا
إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى ... ومروان الذي رفع العمادا
ومن عبد العزيز لقيت بحرا ... إذا نقص البحور المدّ زادا
فسدت النّاس قبل سنين عشر ... كذاك أبوك قبل العشر سادا
وثبت الفروع فهنّ خضر ... ولو لم يجي أصلهم لبادا
تزوّد مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزّاد زاد أبيك زادا
فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأكرم منك يا عمر الجوادا
هنيئا للمدينة إذ أهلّت ... بأهل الملك أبدا ثم عادا
يعود الحلم منك على قريش ... وتفرج عنهم الكرب الشّدادا
وقد ليّنت وحشهم برفق ... وتعيي النّاس وحشك أن تصادا
وتبني المجد يا عمر بن ليلى ... وتكفي الممحل السّنة الجمادا
وتدعو الله مجتهدا ليرضى ... وتذكّر في رعيّتك المعادا
ونعم أخو الحروب إذا تردّى ... على الزّعف المضاعفة النّجادا
وأنت ابن الخضارم من قريش ... هم نصروا النّبوّة والجهادا
1 / 57