هذا من قصيدة لجرير يمدح بها عبد الملك بن مروان. قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في أماليه: حدثنا أبي
ثنا أبو محمد عبد الله بن رستم قال: قال يعقوب بن السكيت: حدثني عمارة بن عقيل عن بعض أشياخهم عن جرير الخطفي قال: أوفدني الحجاج إلى عبد الملك بن مروان عاشر عشرة، فدخلت عليه وعنده الأخطل فأنشدته:
أتصحو أم فؤادك غير صاح ... عشيّة همّ صحبك بالرّواح
فقال: لا بل فؤادك! ثم مريت في القصيدة الى قولي:
تعزّت أمّ حزرة ثمّ قالت: ... رأيت الموردين ذوي لقاح
فقال: لا أروى الله عيمتها (١). وبعد هذا البيت:
تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّبم القراح
سأمتاح البحور فجنّبيني ... أذاة اللّوم وانتظري امتياحي
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح
أغثني، يا فداك أبي وأمّي، ... بسيب منك إنك ذو ارتياح
فإنّي قد رأيت عليّ حقّا ... زيارتي الخليفة وامتداحي
سأشكر أن رددت عليّ ريشي ... وأنبتّ القوادم في جناحي
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
فقال عبد الملك: نحن كذلك!!.
وقوم قد سموت لهم فدانوا ... بدهم في ململمة رداح
_________
(١) العيمة: شدة العطش.
1 / 43