176

Sharh Nil Wa Shifa Calil

شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع

فصل (الدماء الخارجة من الرحم ثلاثة) والرابع دم سائر الجسد للأنثى والذكر (حيض واستحاضة)، السين والتاء فيه للتصور بصورة الشيء والاتصاف بصفته، ك استأسد زيد أي تصور بصورة الأسد واتصف بها مجازا، فإن الاستحاضة صورة كصورة الحيض ومتصفة بصفته، فإنها دم يخرج من مخرج دم الحيض وهو قبل المرأة ولو كان من عرق يسمى العاذل، أو السين والتاء للصيرورة، فالاستحاضة صيرورة المرأة حائضة حيضا لغويا ك استنوق الجمل أي صار ضعيفا كالناقة، ثم نقلت إلى معنى شرعي أو لعد الشيء بمعنى ما صيغ منه مع أنه غير متصف به، ك استسمنت زيدا أي حسبته سمينا وليس كذلك، أو للتصيير أي صيرها الله حائضة حيضا لغويا، ولا يقال استحاضت بالبناء للفاعل بل استحيضت (ونفاس فكل) دم (أسود) بالإضافة (ختر) بفتح فكسر أي غليظ الأجزاء لا يكاد يخرج من الثوب (منتن) أي ذي رائحة خبيثة خارج ممن يمكن أن يحيض مثلها مع صحة فحيض، حتى تعلم لها آفة أو تبلغ أقصى وقته فيحكم باستحاضتها إن لم ينقطع.

------------------

(خارج ممن يمكن أن يحيض مثلها) بأن تكون داخلة في السابعة أو الثامنة أو التاسعة أقوال، أو أكثر، ولا يأتي قبل الدخول في سبع سنين، وذكر بعض أن الغالب أن يأتي عند أربع عشرة ولا يأتي قبل اثني عشر، وسببه أن أبدان النساء رطبة باردة وتحبس في أبدانهن رطوبات كثيرة ثم تنزل إلى أسفل البدن فيخرج كما يخرج من الشجر فضول رطوبتها، وخرج بمن يمكن أن تحيض مثلها أيضا الداخلة في حد الإياس، (مع صحة فحيض) الفاء زائدة في خبر كل لعمومه وإبهامه، وإن لم يكن أسود أو لم يكن خترا

Page 177