75

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Investigator

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

سَوَائِرٌ رُبَّما سَارَتْ هَوادِجُها ... مَنِيْعَةً بَيءنَ مَطْعونٍ ومَضْرُوبِ وَرُبَّما وَخَدَتْ أَيْدي المَطِيَّ بِهَا ... عَلى نَجِيْعِ من الفُرْسَانِ مَصْبُوبِ الضنى: المرض المخامر، والبقر: كناية عن النساء، والعرب تكني عنهن بالظباء والبقر، والمسكوب: المصبوب، والهوادج: مراكب النساء، والوخد: ضرب من المشي، والنجيع: الدم. فيقول: لا جعل الله الأحبة اللواتي أضناني بعدهن، وأسقم جسمي نأيهن، أن يجزينني ضنى؛ بضناي بهن، كما جزينني بكاء ببكائي عليهن. يؤكد أنهن أسعدنه في البكاء عند الرحلة، وأسفن كأسفه عند الفرقة، فدعا لهن ألا يضنين بضناه، كما أبكاهن ما أبكاه. ثم ذكر موضع عشيرته من القوة، وحالهم في الاستظهار والكثرة، فقال: أنهم ربما عارضهم معارض في رحيلهم، وناصبهم مناصب دون مقصدهم، فأوقعوا بمن عارضهم، واستولوا على من خالفهم، وملكوا بهوادجهم على مواضع وقائعهم، فصارت بين قتيل قد أثبته الضرب، وبين صريع قد أنفذه الطعن. ثم قال على نحو ما قدمه: وربما وخدت تلك الهوادج أيدي مطيها على دماء من الفرسان سائلة، وبقايا من آثار الحرب ظاهرة. كَمْ زَوْرَةٍ لَكَ في الأعرَابِ خَافِيَةٍ ... أَدْهَى، وقد رَقَدوا، منْ زَوْرَةِ الذَّيْبِ أَزُورُهُمْ وسوادُ اللَّيْلِ يَسْفَعُ لِي ... وأَنْثَنِي وبَيَاضُ الصُّبْح يُغْرِي بِي الدهاء: النفاذ والمعرفة، والانثناء: الانصراف. فيقول وهو يخاطب نفسه: كم زورة لك إلى أحبتك من الأعراب، وقد سكن سامرهم، واستثقل في النوم راقدهم، وسواد الليل يشفع لي بستره، ويسعدني بما يلقي علي من جنحه، وأنثني والصبح يكشف مذهبي، ويغري بي من يحاول ترقبي.

1 / 75