Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
وقد دل أبقراط بهذا القول أنه يعني «بالانتفاخ» كل عظم يحدث على أمر خارج من الطبيعة. وذلك أن قوله «متى كان ذلك الانتفاخ أحمر قانئا» فإنما أراد به الورم الذي يسمى خاصة «فلغموني» لأن هذا الورم وحده دون غيره من سائر الأورام ينسب إلى اللون الأحمر القانئ. وذلك أن الورم المعروف «بالحمرة» ليس ينسب إلى اللون الأحمر القانئ لكنه إنما ينسب إلى اللون الأحمر الناصع أو إلى الأشقر أو إلى الأصفر وأما الورم الذي يعرف «بالانتفاخ» «والتربل» فإنه لما كان بلغميا فإن معه فضل بياض فأما الورم المعروف «بالصلابة» فربما كان حافظا للون الطبيعي وربما كان معه أسمانجونية وربما كان معه دكنة وليس يكون معه في حال من الأحوال حمرة.
فأما قافيطن وديوسقوريدس فكتبا هذا الكلام على نحو آخر على هذا المثال: «أو اختلاف دم أحمر قانئ» وأرادوا أن يكون المعنى في ذلك أن اختلاف الدم الذي يكون في تلك الحال يكون ما يستفرغ فيه من الدم كثيرا عبيطا. ولما أضافا «الأحمر القانئ» إلى «الدم» أضافا «الانتفاخ» إلى الكلام الذي بعده ووصلاه به فكتباه على هذا المثال: «ما يسكن من الانتفاخ على غير الواجب فهو زور». فأما غيرهما من جميع المفسرين إلا الشاذ فوصلوا اسم «الانتفاخ» بالكلام المتقدم وجعلوا ما بعده ابتداء قول مفرد عام شامل لجميع العلل: «إن كل ما يسكن منها على غير الواجب فهو رديء». وأنا مقبل على شرح ذلك القول.
Page 604