258

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

قال: «فإن ذهب هذا الورم ضربة» لحق صاحبه من ذلك أعراض شديدة صعبة عظيمة الخطر. وعنى بقوله «ذهب» أي بطل حتى لم ير منه شيء فأما استثناؤه وقوله «ضربة» فإنما أراد أن يدل به على سرعة ذهابه. وذلك أنه قد يمكن أن تكون القوة قوية والخلط الذي يتولد منه الورم رقيقا سريع التحلل ووضعت عليه من خارج أدوية محللة فتحلل فأما ذهابه بسرعة شديدة جدا وذلك هو المعنى الذي أشار إليه بقوله «ضربة» فليس يدل على أن ذهابه كان بتحلل لكنه إنما يدل على أن ذهابه كان بأن الخلط المولد للورم جرى إلى عضو آخر باطن. ومتى كان هذا الانتقال في «الظهر» فليس يؤمن أن ينال النخاع شيء من آفة فتعرض من قبل ذلك أصناف «التشنج» وخاصة التشنج الذي يقال له «التمدد» وإن كان ذلك الانتقال من قدام حدث «جنون أو وجع حاد في الجنب أو اختلاف دم» وقد نجد في بعض النسخ ملحقا «أو تقيح».

«والجنون» يحدث من انتقال الورم من ظاهر البدن إلى باطنه متى ارتفعت الأخلاط التي كان حدث عنها ذلك الورم الحار إلى ما يلي الرأس وأما «وجع الجنب الحاد» «والتقيح» فإنما يحدثان متى جرت تلك الأخلاط إلى الصدر وأما «اختلاف الدم» فإنما يكون متى جرت تلك الأخلاط إلى الأمعاء. واستثنى في ذلك فقال: «إن كان ذلك الانتفاخ أحمر قانئا» فدل بذلك أنه يعني «باختلاف الدم» الحادث من هذا الانتقال الاختلاف الذي يكون بدم ينصب إلى الأمعاء لا بقرحة تحدث فيها. وقد يجوز أن يكون هذا الاستثناء عاما شاملا لجميع ما تقدم ذكره فيكون الكلام على هذا النحو: «متى كان الورم الذي مع القرحة أحمر قانئا ثم ذهب دفعة فينبغي أن يتوقع لصاحب هذه الحال إما جنون وإما وجع حاد في الجنب وإما اختلاف دم».

Page 602