Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[aphorism]
قال أبقراط: من كان في بوله وهو غليظ قطع لحم صغار، أو بمنزلة الشعر، فذلك يخرج من كلاه.
[commentary]
قال عبد اللطيف: قطع اللحم الصغار تدل على أنها من جوهر الكلى. وقوله: "بمنزلة الشعر" يريد أو قطع بمنزلة الشعر، وهذا الشعر لا يمكن أن يخرج من جرم الكلى ولا من جرم المثانة لأنه لا يناسبهما (401)، وإنما هو بلغم وجرم لزج يستطيل ويتولد من مداومة الأغذية الغليظة (402) كالجبن والباقلى (403). وقد رأى جالينوس من ذلك ما طوله نحو نصف ذراع، وإنه عالجه بالتدبير الملطف، وبما (404) يقطع ويلطف. وقوله: "فذلك يخرج من كلاه" أي خروج هذين من كلاه وإن كان أحدهما من جرمها (405)، والآخر من خلط متولد فيها أو جاي إليها خارج منها. فقوله (406): "يخرج" عم بهذا اللفظ ما كان PageVW0P072A من جرم العضو، وما كان متولدا فيه كالحصاء المتولد فيه. والبول الذي يخرج فيه ما هو بمنزلة الشعر، يلزم دائما أن يكون غليظا. فأما ما فيه قطع لحم صغار، فلا يلزم دائما أن يكون غليظا، بل قد يكون PageVW2P086A رقيقا. وهذان الصنفان من البول قلما (407) يقعان. وجالينوس لم ير قطع اللحم الصغار في البول وتعجب من أبقراط كيف أدرك هذين مع عسر وجودهما، وأنا أرى أنه تلقى علمهما (408) من أبائه، ثم أنه يمكن أن يكون بعد ذلك رآهما أو رأى أحدهما.
[فصل رقم 187]
[aphorism]
قال أبقراط: من خرج في بوله وهو غليظ بمنزلة (409) النخالة فمثانته جربة.
[commentary]
قال عبد اللطيف: قوله: "وهو غليظ" حال من خرج. وقوله: "بمنزلة النخالة" فاعل خرج، أي خرج شيء شبيه بالنخالة. وقوله: "وهو غليظ" يعني البول ولا يريد الغليظ الخارج عن الطبيعة، وإنما يريد بقوله غليظ ما يراد بقولنا ليس برقيق، كأنه قال: وليس برقيق، أو قال: وهو معتدل القوام: فإذا خرج في هذا البول شيء بمنزلة النخالة، دل على جرب المثانة، وأنه يتقشر (410) منها شيء شبيه بما يتقشر (411) من سطح الجلد إذا جرب، ولو كان البول رقيقا لقد كان تدل النخالة على أن الجرب في العروق. لكن إذا كان البول صحيحا في قوامه وعرض له شيء PageVW3P082B شبيه بالنخالة، دل على أن العلة في المثانة. وهذه النخالة قد تكون عن احتراق الدم وقوة الحرارة، ونفرق بين ذلك بأعراض (412) في البدن، فإذا كان البدن سليما والبول صحيحا وخرج فيه شبيه بالنخالة، فالجرب في المثانة (413) قولا واحدا.
[فصل رقم 188]
Unknown page