75

قال أبقراط: العرق يحمد في المحموم إذا ابتدأ في اليوم الثالث، أو في الخامس، أو في PageVW2P075A السابع، أو في التاسع، أو في الحادي عشر؛ أو في الرابع عشر، أو في (172) السابع عشر، أو في العشرين، أو في الرابع والعشرين، أو في السابع والعشرين أو في الحادي والثلاثين، * أو في الرابع والثلاثين، أو في السابع والثلاثين (173)؛ فإن العرق الذي يكون في هذه الأيام يكون (174) بحران الأمراض به (175). وأما العرق الذي لا يكون في هذه الأيام فهو يدل على آفة، أو على نكسة، أو على طول (176) المرض.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "وأما العرق الذي لا يكون في هذه الأيام" هذه عبارة رديئة، فإن شكل هذا القول شكل السلب لأنه أدخل فيه حرف السلب على الكلمة (177) الوجودية، وليس هو المعنى، لكن المعنى على العدول، وذلك بأن يدخل الكلمة الوجودية على حرف السلب فيقال: "وأما العرق الذي يكون لا في هذه الأيام" أو: "وأما العرق الذي يكون في غير هذه الأيام" فحينئذ يكون هذا اللفظ هو الخاص بالعدول لا بالسلب المطلق. وقوله: "العرق يحمد في المحموم إذا ابتدأ في اليوم الثالث" أخذ (178) يذكر أيام البحران والأيام المنذرة به، فإن العرق وسائر الاستفراغات كالإسهال والإدرار والرعاف وغير ذلك يحمد في هذه الأيام؛ لأنه يدل ظهوره في هذه (179) الأيام على نضج المادة واستفراغ الطبيعة لها. فأما خروج PageVW3P073A هذه الأشياء في (180) غير أيام البحران فيدل على غلبة المادة وهيجانها (181) وقهرها الطبيعة؛ فلذلك صار يدل إما (182) على آفة وهلاك إن كانت المادة غالبة والقوة خائرة، وإما على معاودة، وإن (183) كانت المادة أقل أو ليست هائجة جدا والقوة أظهر، وإما على طول من المرض إذا كانت المادة كثيرة والقوة قوية. قوله: "إذا ابتدأ" يفهم منه (184) أنه لم يظهر PageVW0P063B قبل ذلك، وهذا يدل على أن الطبيعة قد ابتدأت في نفي المادة وشفاء المريض. وابتدأ بذكر اليوم الثالث لأنه أول بحران في المرض الحاد جدا، PageVW2P075B والخامس لما هو بعده في الحدة. وألغى ذكر الرابع، إما لأن الناسخ أسقطه، وإما لأن الثالث منذر (185) به ودال عليه ومغن عنه، وإما لأن البحران فيه بالعرق قلما PageVW1P055A يكون. ولم يذكر يوم الأربعين لأنه آخر بحارين الأمراض الحادة وأول بحارين الأمراض المزمنة، وقلما يكون البحران فيه وفيما بعده بعرق، بل بخراج أو بالتحليل (186) الخفي قليلا قليلا.

[فصل رقم 147]

[aphorism]

قال أبقراط: العرق البارد إذا كان مع حمى حادة دل على الموت، وإذا كان مع حمى هادئة دل على طول من المرض.

[commentary]

قال عبد اللطيف: إن العرق البارد مع الحمى الحادة يدل على عظم التهاب المادة وضعف القوة وغلظ المادة، وأنه لم تقو الحرارة الغريزية على تسخينها لضعفها، ولم تقو حرارة الحمى أيضا (187) على تسخينها لأن حرارة الحمى في العروق ومادة العرق مبثوثة تحت الجلد، فليسا في موضع واحد. فأما إذا كانت الحمى هادئة لم تدل على (188) الموت، لأن الحمى الهادئة لا تخور (189) معها القوة، وتنحل سريعا، ولايبلغ من قوتها أن تسخن مادة العروق. فيجوز (190) أن يكون العرق باردا مع حمى هادئة، لكنه يدل على * طول المرض لأن العرق (191) البارد يدل على (192) غلظ المادة وبطء نضجها.

[فصل رقم 148]

[aphorism]

Unknown page