Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[فصل رقم 105]
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا تجاوز الصبي هذه السن، عرض له ورم الحلق ودخول خرزة القفا، والربو، والحصا، والحيات والدود، والثآليل المتعلقة، والخنازير، وسائر الخراجات (230).
[commentary]
قال عبد اللطيف: قسم سن الصبي أربعة أقسام: حين يولد، وعند تمام الرضاع، وسن البلوغ، وما (231) بين ذلك وهو من السنة الثانية والثالثة إلى السنة (232) الثانية عشرة (233) أو الثالثة عشرة (234). والحلق هو ما بين (235) الفم والمريء، وقد يعرض الورم في الغشاء المستبطن المشترك للمعدة والمريء والحلق والفم (236) كله فقط (237)، وربما كان فيما وراءه من العضل فيعرض عند ذلك لخرزة القفا الميل إلى داخل. وهذا الورم يعرض للصبيان؛ لرطوبة أخلاطهم ولين أعضائهم، ولا يعرض للأطفال وإن كانوا أكثر رطوبة وألين (238) أعضاء لأنهم يموتون قبل تمكن هذه العلة، وذلك لضعفهم عن احتمالها. وأما الربو فهو تواتر النفس شديدا، كما يعرض لمن (239) أكثر التعب. وإذا عرض من PageVW2P063B غير سبب من خارج، فلضيق (240) أوعية التنفس (241) في الرئة لامتلائها بفضول ما يتجلب إليها من الرأس، وانحدار (242) هذه الفضول في المولود أكثر، إلا أنها تقتل وشيكا، ولا تلبث حتى تصير علة (243) ولا يحتمل أن تعرض له نزلة تنحدر إلى الرئة. وأما الحصا فيعرض (244) لشرههم وكثرة تولد فضول الغذاء في أعضائهم، وتصادفها قوة الحرارة، فإن المولود (245) لا تقوى حرارته أن تحجز (246) PageVW0P054A أعضاءه، فكيف تحجز فضول الغذاء حتى يتولد منها حصا. وأما الشيخ فإنما يتولد فيه الحصا لكثرة الخلط (247) التي في بدنه وضعف هضمه. وأما الحيات فبسبب (248) العفن، لكثرة فضول الغذاء ورطوبة أمعائهم؛ فإن هذا الحيوان يحتاج في تولده إلى توفر الحرارة والرطوبة الغريبة. وكثيرا ما يفسد PageVW3P062B الغذاء في معد الصبيان لشرههم. وأما المولود فليس تقوى حرارته على توليد الحيات. وأما الدود فحيوان دقيق صغير، يتولد في أسفل المعا الغليظ، ويكون في الدواب ذوات (249) الأربع إذا لم تستمرئ (250) غذاءها، ويدل على سوء استمرائها، نتن روثها. وأما الحيات فتتولد في أعلى المعا، وربما صعدت (251) إلى المعدة، وتولدها (252) في الصبيان أكثر من تولد الدود فيهم. وأما الجنس الثالث وهو العريض المسمى بحب القرع، فقلما يتولد في الصبيان فلذلك لم يذكره. PageVW1P047A وأما الثآليل والخنازير فأكثر ما تعرض عن خلط كثير رديء، يميل إلى سطح البدن وأكثر ما تكون الخنازير في اللحم الرخو، لأن هذا الورم قلما يكون من مادة حادة ولا سريعة النضج (253) لكن من مادة (254) هى إلى طبيعة البلغم أميل، وأبقراط يسمي كل ما خرج إلى سطح البدن خراجا (255) كالتآليل والخنازير وغيرها. ولذلك قال: وسائر الخراجات (256)، وقد PageVW2P064A يخص باسم الخراج الورم الفلغموني (257) المقيح، وأكثر ما يتولد في الأرنبة (258) والإبط.
[فصل رقم 106]
[aphorism]
قال أبقراط: وأما من جاوز هذا السن، وقرب من أن ينبت له الشعر في العانة، فيعرض له كثير من هذه الأمراض، وحميات أزيد طولا، ورعاف.
[commentary]
قال عبد اللطيف: ليس وقت الإنبات في الصبيان واحدا (259)، فإن من كان مزاجه أحر تقدم إنباته (260). ومن كان مزاجه أبرد تأخر إنباته (261)، لكن يبتدئ في الإنبات عند استيفاء الأسبوع الثاني. وأما من قرب إلى هذا الحد، فهو من أتت عليه أثنتا (262) عشرة سنة إلى ثلاث عشرة سنة. وقوله: "فيعرض له كثير من هذه الأمراض" أي التي كانت تعرض لصاحب (263) السن التي قبله. وقوله: "وحميات أزيد طولا" يدل هذا القول على أن من قبله يعرض له حميات حادة قصيرة. وأما الرعاف، فيحدث لأن هذه السن يكثر فيها ظهور الدم، وإن كان تولده في الحالتين (264) بالسواء، لكن كان قبل تصرفه الطبيعة في النشوء (265)، والحاجة إلى النشوء (266) قد قلت لأن النشء فيما قبل PageVW0P054B أقل منه الآن (267).
Unknown page