Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[aphorism]
قال أبقراط (314): أجود التدبير (315) في الأمراض التي (316) في الغاية القصوى، التدبير الذي في الغاية القصوى.
[commentary]
قال عبد اللطيف (317): يريد بها الأمراض الحادة جدا، التي في غاية العظم. وقوله: "أجود التدبير" أي أجود ما ينبغي أن يفعل بحسب الأفضل لا بحسب الاضطرار، فإنه لو دبر في الأمراض التي في الغاية القصوى بغذاء له غلظ يسير وليس هو في الغاية PageVW2P009B القصوى من اللطافة لم يكن ذلك خطأ، ولكن الأفضل أن يستعمل التدبير الذي هو في الغاية القصوى على أنه خطر. وقوله: "أجود التدبير" أي أنجحه وأقربه إلى البرء. فأما التدبير بما له غلظ يسير فليس أقرب إلى البرء، ولكنه أسلم عاقبة وأقل PageVW0P012B خطرا.
[فصل رقم 7]
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا كان المرض حادا جدا، فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بدئا، ويجب ضرورة أن تستعمل فيه (318) التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة؛ فإذا لم يكن كذلك، لكن كان يحتمل من التدبير ما هو أغلظ من ذلك، فينبغي أن يكون التدبير (319) على حسب لين (320) المرض ونقصانه عن الغاية القصوى. * وإذا بلغ المرض منتهاه، فعند ذلك يجب ضرورة أن تستعمل التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة (321).
[commentary]
قال عبد اللطيف: منتهى المرض هو الوقت أو الحال الذي المرض (322) فيه أعظم ما يكون في أعراضه وأوجاعه، وعند ذلك تكون المقاومة والمجاهدة بين الطبيعة والمرض مجاهدة يكون عنها الانفصال وغلب أحدهما قولا واحدا، PageVW1P011B وفي ذلك الوقت وتلك الحال لا ينبغي أن يغذى المريض أصلا، لأن الطبيعة مشغولة بمقاومة المرض ومصارعته عن أن تصرف عنايتها إلى إنضاج الغذاء وهضمه فتبقى (323) بين أمرين كلاهما ردئ، وذلك أنها إن عطفت على إصلاح الغذاء، وجد المرض الفرصة عليها وأمكنته من نفسها، وإن طرحته ثقل عليها وسدد مسالكها وفسد بإعراضها عنه فصار ألبا (324) عليها وعونا لعدوها. واعلم أن المرض الحاد في الغاية يأتي منتهاه بدءا وفي أوله وذلك في أربعة أيام وما حولها، والتدبير البالغ في اللطافة واجب في منتهى المرض؛ فلذلك هو واجب في أول الأمراض الحادة في الغاية لأن منتهاها في مبتدئها، فإذا علمت من طبيعة المرض أن منتهاه يتجاوز الرابع فغلظ الغذاء يسيرا، وكلما بعد المنتهى PageVW2P010A فزد في تغليظ الغذاء إلى أن تخرج إلى حد الأمراض المزمنة فحينئذ تجعل الغذاء بما يحفظ القوة على حالها الموجود (325)، وكلما قرب المنتهى فزد في تلطيف الغذاء، فإذا علمته في غاية (326) القرب فامنع الغذاء. وفي جميع ذلك تغيير تقدير الغذاء بحسب المرض والمريض جميعا كما سبق. فقوله: إذا بلغ المرض منتهاه: أمر يعم جميع الأمراض الحادة والمزمنة؛ وما كان من الحادة يتأخر منتهاه، وما كان منها يأتي (327) منتهاه في أوله، فإنه أمر أن يلطف التدبير عند منتهى المرض لأن الطبيعة إذ ذاك مكبة على انضاج المرض مشغولة بمدافعته فلا تتفرغ لما عداه. وجميع هذا القول من أبقراط (328) إنما [ط. 15 ب] هو في الأمراض التي يعقب منتهاها انحطاط المرض، فهذه هي التي تقبل العلاج، ولها ينبغي أن يصرف عناية التدبير (329). فأما التي يأتي عند PageVW0P013A منتهاها الموت فلا ينظر فيها إلا من جهة تقدمة المعرفة والإنذار بكونه فقط. وقوله: فإذا لم يكن كذلك: يعني إذا لم يكن المرض قد بلغ منتهاه بعد، لكن كان (330) يحتمل من التدبير ما هو أغلظ من التدبير البالغ في اللطافة، فينبغي أن يكون الانحطاط عن الغاية القصوى في التدبير على حسب انحطاط المرض عن الغاية القصوى في الحدة (331) والقوة.
[فصل رقم 8]
Unknown page