Sharḥ Fuṣūl Abūqurāṭ
شرح فصول أبقراط
Genres
Natural Science
Your recent searches will show up here
Genres
قال أبقراط: إنتقال الورم الذي يدعى الحمرة من خارج إلى داخل ليس هو بمحمود، وأما انتقاله من داخل إلى خارج فهو محمود.
قال عبد اللطيف: كل ورم بل كل علة تنتقل من داخل إلى سطح الجلد ومن الأعضاء الشريفة إلى الأعضاء التي ليس لها خطر، فذلك سبب محمود ودليل محمود. فأما انتقالها من سطح البدن إلى عمقه فهو رديء (136)، وإنما ذكر الحمرة على جهة المثال وأنه هو الذي صححه بالتجربة فأثبته.
قال أبقراط: من عرضت له في الحمى المحرقة رعشة، فإن اختلاط ذهنه يحلها عنه.
قال عبد اللطيف: الرعشة في الحمى المحرقة تدل على انتقال المادة من العروق إلى العصب، فإذا كثرت وتمكنت (137) انتقلت PageVW3P105B PageVW2P112A إلى الدماغ فخلت العروق منها فانحلت الحمى المتولدة عنها وانقضت. لكن جالينوس ينكر هذا الفصل بسبب أن عادة أبقراط إنما يستعمل قوله يحلها إذا وقع برء تام، لا إذا انتقلت العلة إلى علة أخرى أشد خطرا وأنا أرى أن قوله: "يحلها عنه" صواب، وأن الرعشة التي يعنيها هي التي تعرض في البحران القوي، فإذا عظم البحران كان معه اختلاط الذهن ثم تبعه البرء التام سريعا إذا تم البحران وانقضى، فلا يكون اختلاط الذهن على سبيل انتقال المادة إلى الدماغ كما فسره جالينوس، بل على سبيل ما يجرى الأمر عليه في البحارين القوية ولاسيما في الحميات الحادة.
Unknown page