Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
تمت المقالة الأولى وجملتها أربعة وعشرون فصلا.
المقالة الثانية:
[فصل رقم 26]
[aphorism]
PageVW0P024A قال أبقراط (1): إذا كان النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا، فذلك من علامات الموت. وإذا كان النوم ينفع، فليس ذلك من علامات الموت.
[commentary]
قال عبد اللطيف: يريد بالوجع هنا الضرر الذي هو ضد النفع، ولهذا جعله بإزائه بقوله: وإذا كان النوم ينفع. والضرر PageVW1P022A الذي يحدثه النوم ضربان: عام: وهو الحادث عند نوم المريض في ابتداء نوائب الحمى. وخاص في بعض الأمراض: وهو الحادث عند نوم المريض في غير وقت (2) ابتداء النوائب، وهذا الخاص مراد أبقراط هنا لأن الأول لا يدل على الموت ولا على مكروه، وإنما هو تابع لطبيعة (3) ذلك الوقت لأن الحرارة والكيموسات تميل إلى عمق البدن في ابتداء النوائب ولاسيما فيمن يعرض له قشعريرة أو نافض أو برد شديد في ظاهر بدنه فإذا نام طالت (4) مدة هذه الأعراض ولم تنته (5) حماه منتهاها إلا بكد، وإن كان في أحشائه ورم زاد، وإن كان في معدته بعض الكيموسات لم تنضج بل تزيد، ولذلك يؤمر المريض بالانتباه لتميل الروح والدم إلى ظاهر البدن ويعد PageVW3P029B ذلك من أعظم العلاج جدوى. واعلم أن النوم وقت انحطاط النوبة قد ينفع (6) نفعا بينا، وفي وقت منتهى النوبة فربما نفع أيضا إذا كان في آخر تزيد النوبة وقرب المنتهى، فإن كان يضر في وقت منتهى النوبة وتزايدها فإنه يدل على الهلاك ولكن دلالة أقل، فإن أضر في وقت الانحطاط فدلالته على الهلاك أقوى ما يكون، وذلك أن الشيء الذي منفعته أبلغ PageVW2P026A إذا لم ينفع وتجاوز ذلك إلى أن يضر فواجب أن يدل على الموت. ومضار النوم هي أضداد منافعه، وهي ألا تنقص، وأن يزيد الوجع، وأن يكثر سيلان ما يسيل إلى بعض نواحي البدن، وأن يزيد في الأورام، وربما تكلم كلاما مختلطا، وعرض له سبات، ويتنبه في مدة طويلة وليس معه عقله، وهذه الأشياء كلها إنما تعرض لخبث الكيموسات ورداءتها لأن الحرارة الغريزية متى كانت أقوى من الكيموس أنضجته، فإن ضعفت عنه أثقل الأحشاء وأقلق الطبيعة وعرض ما وصفنا. وقد علمت أن (7) الحرارة الغريزية تميل في وقت النوم إلى عمق البدن وباطنه، فإذا اجتمعت في الأحشاء فلم تقو (8) على غلبة (9) العلة دل ذلك على الهلاك.
[فصل رقم 27]
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P024B متى سكن النوم اختلاط الذهن، فتلك علامة صالحة (10).
Unknown page