108

[commentary]

قال عبد اللطيف: ذكر الأعضاء التي يضر بها البارد وينفعها الحار وهذه هي الأعضاء التي هي في طبيعتها (57) باردة كالعظام، والأسنان وهي أيضا عظام مكشوفة ونسبتها إلى العظام نسبة (58) الفولاذ المنقى (59) إلى الحديد البرمهان. وأما العصب والنخاع (60) فهما (61) من جوهر الدماغ، لكن العصب أجف هذه الثلاثة، والدماغ أرطبها، وكلها باردة، وأقلها احتمالا للبرد العصب. وأما الحار فنافع لهذه إلا (62) إذا أفرط جدا. لكن إذا فرضنا البارد قد خرج عن الاعتدال درجة مثلا، والحار خرج درجتين، تأذى من هذا البارد أكثر من تأذيه بهذا الحار؛ فإن كان الحار خارجا درجة واحدة كان إلى أن ينفع أقرب من أن يضر.

[فصل رقم 212]

[aphorism]

قال أبقراط: كل موضع قد برد فينبغي أن يسخن، إلا أن يخاف عليه انفجار الدم.

[commentary]

قال عبد اللطيف: الضد يقابل أبدا بالضد، فيقابل ما برد بالتسخين، وما سخن بالتبريد، لكن لا ينبغي أن يبرد (63) بمقدار PageVW2P090B ما يسخن لأن احتمال الأبدان للتسخين أشد من احتمالها التبريد إذ (64) كانت الحرارة من جوهر الأبدان إلا أن تكون الحرارة الغريزية متوفرة PageVW1P065B أو الزمان محتمل، ولكن ذلك أمر خارج عن فعل الطبيب. وقوله: "إلا أن يخاف عليه انفجار الدم" فينبغي أن يبدأ بمداواته، ثم يقبل على العضو فيرده إلى اعتداله الخاص به؛ فإن هنا بابا من الطب غير مقابلة الضد بالضد، وهو أن يكون أمر قد حضر (65) وخطره أعظم فيبدأ (66) بعلاجه ثم يقابل الضد بالضد.

[فصل رقم 213]

[aphorism]

قال أبقراط: البارد لذاع للقروح، ويصلب الجلد، ويحدث من الوجع ما لا يكون معه تقيح، ويسود، ويحدث النافض التي (67) يكون معها (68) حمى، والتشنج والتمدد (69).

Unknown page