166

Sharh Fasih

شرح الفصيح لابن هشام اللخمي

Investigator

د. مهدي عبيد جاسم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م

Genres

لرواية أبي العباس، قال أبو عبيد: ومعنى المثل أن مياسرتك صديقك ليس بضميم ركبك فتدخلك الحمية منه، إنما هو حسن خلق وتفضل، فإذا عاسرك فياسره. قال الشارح: ألا ترى إلى قوله: (ليس بضيم ركبك فتدخلك الحمية منه، والضيم: هو الهوان بعينه)، وقال ابن درستويه: معنى إذا عز أخوك فهن، أي: إذا صار عزيزًا ملكًا قويًا عليك قاطعه، وتذلل له، واخضع تسلم منه، ولا يظلمك لعزه. قال الشارح: فهذا وجه الرواية بالضم، فأما من روى بالكسر فهو من: هان يهين إذا لان، ومعنى عز علي هذه الرواية: ليس من العزة، التي هي القوة والرفعة، وإنما هي من قولك: عز الشيء، إذا اشتد، وكذلك تعزز واستعز، ومنه العزاز من الأرض: وهو الصلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة، يقال: عز يعز عزًا إذا صار عزيزًا وعز يعز عزًا، إذا غلب، قال الله تعالى: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص: ٢٣]، أي: غلبني، ومنه قولهم: (من عزيز) أي: من غلب وسلب، قال زهير: (.................. ... وعزته يداه وكاهله) ومعناه: إذا صلب أخوك واشتد فذل له، بالكسر من الذل، كما تقول: إذا صعب أخوك فلن له، قال أبو عبيد: والمثل للهذيل بن هبيرة التغلبي، وكان سببه أنه أغار على بني ضبة فغنم وأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه: أقسمها بيننا

1 / 216