Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
ومعاصيه بالخذلانات فالخير يجر الخير والشر يدعو إلى الشر ومن حاسب نفسه في الدنيا عرف هذا المعنى ولهذا ورد حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وهذا من الاسرار التي لا يمسها الا المطهرون انتهى ومحاسبة النفس ان يتذكر المحاسب النعم التي أنعم الله بها في بدنه من المنافع التي تفطن بها علماء التشريح مع أن ما تفطنوا بالنسبة إلى ما لم يتفطنوا كقطرة في بحر لجي والنعم التي في نفسه من منافع قواها كمنفعة الاحساس والتخيل والتوهم والتعقل والحفظ والتصرف ويوازنها مع طاعاته مع أنه تعالى قال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فيعترف بالعجز عن القيام بخدمة مولاه ويتدارك ما أمكن ولا يفتر عن الحد وكان داب أهل المحاسبة والمراقبة من أهل السلوك وديدنهم ان ما عملوا كل يوم حاسبوا في ليلته فان عملوا الحسنات استزادوا الله وان صدر منهم عثرة استغفروا الله وأنابوا إليه وبعض الكمل شيمتهم ان يحاسبوا خطرات ضميرهم فان خطر في اليوم يبالهم خطرة من غير الحبيب تداركوها في الليلة بقلب منيب وفؤاد كئيب ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله يا من هو شديد العقاب هذا الاسم وما بعده كالمتفرع على ما قبلهما فان الذين يوفى حسابهم منهم المعاقبون عقابا شديدا ومنهم المثابون ثوابا حسنا يا من هو عنده حسن الثواب للذين قال تعالى فيهم فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب وهو هنا اسم كما في الدعاء المأثور يا هو يا من هو يا من هو الا هو إذ بدونه العايد موجود والصلة جملة بخلاف من هو شديد العقاب ونحوه فإنه بدون هو العايد وإن كان موجودا فيه لان إضافة الصفة إلى الفاعل بعد تقدير تحويل الاسناد عنه إلى ضمير موصوفها لكن بدونه يبقى الصلة مفردا والحال ان الصلة لابد أن تكون جملة أو شبهها والحق لما كان موجودا في نفسه إذ ليس وجوده رابطا غير نفسي وموجود النفسه إذ ليس وجوده رابطيا كوجود الاعراض وموجودا بنفسه إذ ليس وجوده عرضيا لذاته معللا كما في الجمادية والمجردة فهو الموجود في نفسه لنفسه بنفسه لا غير فهو الموجود الحقيقي وكما لا موجود بالحقيقة الا هو فكذا لا هو إذ الممكن من ذاته ليس هو إذ الهوية عين الوجود بل لا ظهور لذاته لا به لان هل البسيطة مقدمة على ما الحقيقة وكذا يا من هو عنده أم الكتاب أم الكتاب هو العقل الأول والممكن الأشرف الأقرب سمى به لاحتوائه بكل الحقايق لكونه بسيط الحقيقة جامعا لكمالات
Page 48