Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
ما ذكره صاحب الكشاف في الآية وهو جعل الكاف غير زايدة بان يكون من باب الكناية على طريقة قولهم مثلك لا يبخل فنفوا البخل عن مثله والغرض نفيه عن ذاته فسلكوا طريق الكناية قصدا إلى المبالغة لانهم إذا نفوه عما يماثله وعمن يكون على أخص أوصافه فقد نفوه عنه كما يقولون قد أيفعت لذاته وبلغت اترابه يريدون ايفاعه وبلوغه فح لا فرق بين قوله ليس كالله شئ وبين قوله ليس كمثله شئ الا ما يعطيه الكناية من فائدتها انتهى وعندي ان هذا الوجه أولي مما ذكره التفتازاني وان جعلناه من باب المذهب الكلامي لان ذلك من قبيل التعمية وهي لا تناسب بفصل الخطاب الرابع ان يكون الكاف غير زايدة أيضا ويكون المثل بمعنى المثل محركة والمعنى ليس مثل مثله الاعلى شئ أو نور ومثله الاعلى هو الرحمة الواسعة والظل الممدود وإذ لم يبق شئ الا شملته هذه الرحمة وأظل عليه هذا الظل فلا مثل له وهذا الاسم الشريف بجميع معانيه إشارة إلى التوحيد وبيانه مستقصى قد مر في شرح اسمى الاحد والواحد واما البيان الاجمالي فهو انه صرف النور وصرف الشئ لا ميز فيه وواجد لما هو من سنخه فصرف النور كلما فرضته ثانيا له فهو هو لا غيره وواجد في مقام ذاته كل الأنوار بنحو أعلى على طريق الوحدة والبساطة وامره وظله الممدود نوره الفعلي والأنوار المقيدة مراتب ظله وظل الشئ ومراتب ظله لا يكون ثانية له بل من صقعه انما الثاني ما لا يكون من سنخه حتى لا يكون واجدا له وهو الظلمة والظلمة عدم والمثل موجود بالفرض والوجود نور فهو هو لا غيره قال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب حكمة الاشراق في بيان ان الأنوار لا تختلف بالفصول المنوعة بل بالكمال والنقص خلافا للمشائين النور كله لا يختلف حقيقته الا بالكمال والنقصان وبأمور خارجة فان النور إن كان له جزءان وكل واحد غير نور في نفسه كان جوهرا غاسقا أو هيئة ظلمانية فالمجموع لا يكون نورا في نفسه وإن كان أحدهما نورا والاخر غير نور فليس له مدخل في الحقيقة النورية وهي أحدهما ومن طريق آخر الأنوار المجردة نفوسا كانت أو عقولا لا تختلف في الحقيقة والا ان اختلفت حقايقها كان كل نور مجرد فيه النورية وغيرها وذلك الغير إما هيئة في النور المجرد أو النور المجرد هيئة فيه أو كل واحد منها قائم بذاته فإن كان هو هيئة في النور المجرد فهو خارج عن حقيقته إذ هئية الشئ لا يحصل فهى الا بعد تحققه مهية مستقلة في العقل فالحقيقة لا تختلف به وإن كان النور المجرد هيئته فيه فليس بنور مجرد بل المعروض جوهر غاسق فيه نور عارض وقد فرض نورا مجردا وهو محال وإن كان كل واحد منهما قائما بذاته فليس أحدهما
Page 176