============================================================
شرح الأنفاس الروحانية قال اين عطاء: "وجدى به وج ووجد وجوده، ووجد وجود الواجدين ذاك لهيب، كتمت الذي ألقى من الوجد في الحشا وقد كنت في كتمان مصيب ، لثن كنت حقا في محبة سيدي، فإن المنايا في الوداد نصيب".
قوله: "وجدي به وجده اعلم أن الوجد بكسر الواو والفتح والضم جميعا هو وجدان خير ونعمة عظيمة: قوله: لاووجد وجوده" وهو مع آنه خير ونعمة فهو وجد لوجود المراد المحبوب أي إدراك ولحوق بالمراد ووصول إلى وجوده أي إلى ذاته.
قوله: "ووجد وجود الواجدين" يعني الوقت والحال الحاصل للواجدين وجدانهم المراد ولحوقهم المحبوب لالهيب" أي ملتهب محرق من سرور وقرح: قوله: "كتمت الذي القى من الوجد في الحشا، وقد كشت في كتمان ذاك مصيب" أي أخفيت وجدي في باطني كيلا يطلع الناس عليه مثل ما فعل الجنيد في حكاية أبى محمد الحريري، وقد كنت مصيبا في كتمانه لأن ذلك أحسن، وأفضل، وأصوب.
قوله: "لثن كنت حقا في محبة سيدي، قان المنايا في الوداد نصيب" يعني كيف أبالى بالوجد والتهابها وكتماني لها باحتراقها لأني محب لسيدي حق المحبة، والمنايا في الحبة نصيب المحب فكيف الالتهاب والاحتراق في الوجد والكتمان.
وقال الجنيد: "الوجد هلاك الوجود" يعني آن الوجد إذا صح هلك الوحد يطرب من في الوحد راحته والوجد عند حضور الحق مفقود قد كان يطربني وحدي فأشغلني عن رؤية الوحد ما في الوحد موحود
Page 234