230

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية اب صضة الوجد والو جود قال الجنيد رحمه الله مششدا: وجودي أن أغيب عبن الوجود بمايدوعلي من الشهوو(1) اعلم آن الوجود في اللغة هو وجود الضالة تقول: وجدت ما فقدت آجد وجودا(2).

وأما الوجد بفتح الواو وسكون الجيم هو الحزن على شيء، أو خوف من شييء، تقول: وجدت وجذا أي حزنت حزنا، وحفت خوفا(2).

اعلم أن الصوفية لا يسمون كل حزن و خوف وجدا ما لم يكن في الدين غير أن الدنيا وإلا تحرك الواجد في نفسه فإذا كان خوفا، أو حزثا في الدين وحركه (1) وعقب الشيخ ابن عجيبة بقوله: فالفناء عن النفس وزوالها أصعب من الفناء عن الكون وهدمه، قمهما زالت النفس وهدمت انهدم الكون، ولم يبق له أثو، وقد يهدم الكون وتبقى في النفس بقية. وانظر: ايقاظ الهمم (ص27).

(2) الوجود: وجدان الحق في الوجد، فإن المشهود في الوجد هو ما صادف بغتق وما صادف بغتة إن لم يكن وجود الحق لا يفنيك عن شهودك نفسك وشهود الكون، إذ من شأن القديم أن يمحو الحادث عند اقترانه به، لا شأن غيره، ولكن وجود الحق في الوجد غير معلوم؛ إذ ما يقع به المصادفة قد يكون على حكم ما عينه السماع المطلق أو المقيد فلا ينضبط؛ فإنه: ( كل يوم هو فى شأن * [الرحمن:29]، ولذلك قال قدس سره: إذا رأيتم من يقدر الوجد على حكم ماعيته السماع المطلق او المقيد فما عنده خبر بصورة الوجد، فإنما هو صاحب قياس في الطريق، وطريق الله تعالى لا يدرك بالقياس؛ فانه: ( كل يوم هوفى شأن * [الرحمن:29]، وإن كل تفس في استعداد.

فوجود الحق في الوجود إنما يختلف عند الواجد بحكم الأسماء الإلهية، وبحكم الاستعدادت الكونية في كل نفس إلى لاغاية.

(3) الوجد: ما يصادف القلب من الأحوال المعينة، أي: الأحوال التي تأخذه عن شهوده نقسه، ومن شهر الحاضرين، وما يلاقيه من الكون، ويفجأ القلب بالوصف المذكور، وهو وجد صحيح، وعلامة صحته أته فائدة ومزيد علم ذوقي، وإلا فالغيبة فيه توأم القلب باستيلاء أبخرة طبيعية.

Page 230