117

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية أشد من الأول، ومن هناقال بعض المشايخ(): الوقت مبرد يحقك ولا يمحقك وانما أراد به الحال الغالب يسحقه بشدته، وكذلك قولهم: الوقت سيف قاطع، وقيل: قاتل، يريدون به الحال الغائب الشديد (2).

وقال الجنيد: "النفس الرحماني إذا هاج من السر يميت القلب، والصدر والنفس لا يمر على شيء إلا ويحرق ذلك الشيء حتى العرش" يعني الرحماني إذا هاج حتى جاوز من اليد إلى القلب يميت كل شيء من العبد حتى القلب، والصدر فيصعق عنده ذلك، كما صعق موسى الها.

قوله: "والنفس لا يمر على شيء إلا ويحرق ذلك الشيء حتى العرش" يعني لا يمر على شيء من بواطن العبد دون ظاهره من البدن والجوارح، ويعنى بالعرش منظر الحق في الكتاب، وتحقق تفهم إن شاء الله وحده.

والدليل على حصول التنفس الرحماني الأحاديث المشهورة بعبارات ختلفة عن النبي أنه قال: "إذا رأيتم الريح فلا تسبوها، فإنها من التفس الرحمن"3 بالرحمة ويأتي بالعذاب وبيان ذلك سيأتى إن شاء الله وحده.

(1) القائل هو سيدي أبي علي الدقاق كما في الرسالة القشيرية (31) .

(2) الوقت في مصطلح القوم : عبارة عن حالك، وهو ما يقتضيه استعدادك لغير مجهول في زمن الحال الذي لا تعلق له بالماضي والمستقبل فلا يظهر فيك من شتون الحق الذي هو عليها الآن، إلا بما يطلبه استعدادا، فالحكم للاستعداد وشأن الحق محكوم عليه. وهذا هو مذهب التحقيق، فظهور الحق في الأعيان بحسب ما بعطيه استعدادها، فلذلك ينبع فيها فيض وجود الحق، وهو في نفسه على وحدته الذاتية واطلاقه وتجرده وتقدسه غني عن العالمين.

(3) تقدم تخريچه:

Page 117