Shamail Sharifa
الشمائل الشريفة
Investigator
حسن بن عبيد باحبيشي
Publisher
دار طائر العلم للنشر والتوزيع -
أن الاستعلاء محبوب للنفس وفيه ظهور وغلبة فينبغي للمتلبس به أن يذكر عنده أن الله أكبر من كل شيء ويشكر له ذلك ويستمطر منه المزيد ثم يقول لا إله إلا الله بالرفع على الخبرية لئلا أو على البدلية من الضمير المستتر في الخبر المقدر أو من اسم لا باعتبار محله قبل دخولها وحده نصب على الحال أي لا إله منفرد إلا هو وحده لا شريك له عقلا ونقلا وأما الأول فلأن وجود إلهين محال كما تقرر في الأصول وأما الثاني فلقوله تعالى {وإلهكم إله واحد}
وذلك يقتضي أن لا شريك له وهو تأكيد لقوله وحده لأن المتصف الوحدانية لا شريك له له الملك بضم الميم السلطان والقدرة وأصناف المخلوقات وله الحمد زاد الطبراني في رواية يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير وهو الخ عده بعضهم من العمومات في القرآن لم يتركها تخصيص وهي {كل نفس ذائقة الموت}
{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}
والله بكل شئ عليم
والله على كل شئ قدير
ونوزع في الأخيرة بتخصيصها في الممكن فظاهره أنه يقول عقب التكبير على المحل المرتفع ويحتمل أنه يكمل الذكر مطلقا ثم يأتي بالتسبيح إذا هبط وفي تعقيب التكبير بالتهليل إشارة إلى أنه المنفرد بإيجاد كل موجود وأنه المعبود في كل مكان آيبون تائبون من التوبة وهي الرجوع عن كل مذموم شرعا إلى ما هو محمود شرعا خبر مبتدأ محذوف أي نحن راجعون إلى الله وليس المراد الأخبار بمحض الرجوع لأنه تحصيل الحاصل بل الرجوع في حالة مخصوصة وهي تلبسهم بالعبادة المخصوصة والاتصاف بالأوصاف المذكورة قاله تواضعا وتعليما أو أراد أمته أو استعمل التوبة للاستمرار على الطاعة أي لا يقع منا ذنب عابدون ساجدون لربنا متعلق بساجدون أو بسائر الصفات على التنازع وهو مقدر بعد قوله حامدون أيضا صدق الله وعده فيما وعد به من إظهار دينه وكون العاقبة للمتقين ونصر عبده محمدا يوم الخندق وهزم الأحزاب أي الطوائف المتفرقة الذين تجمعوا عليه على باب المدينة أو المراد أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن وحده فنفى ما سبق ذكره وهذا معنى الحقيقة فإن فعل العبد خلق لربه والكل منه وإليه ولو شاء الله أن يبيد أهل الكفر بلا قتال لفعل وفيه دلالة على التفويض إلى الله واعتقاد أنه مالك الملك وأن له الحمد ملكا واستحقاقا وأن قدرته
Page 192