ظني فيك يا ركن الدين.»
فأدرك أنها تصرفه، فتحول وهو يلتفت إلى شوكار لفتة الوداع وهي لا ترفع بصرها إليه، لكنها
رأته ورآها وتفاهم النظران وتناجى القلبان. وما أسرع تناجيهما إذا توافقت الطباع!
خرج ركن الدين وقد شغله ذلك الوعد عن دهشة الخبر الذي حمله من فارسكور إلى القاهرة، وما
يرجى أن يحدث من التغيير في أمور الدولة بسببه، سار توا إلى برج من أبراج القلعة كان يقيم
فيه مع بعض المماليك من رفاقه.
الفصل الثالث
عز الدين أيبك
مشت شجرة الدر - بعد أن توارى ركن الدين - نحو شوكار وهي تجر مطرفها وراءها، فنهضت لها
احتراما، وأطرقت شكرا، وهي لا تدري أأحسنت إليها بذلك الوعد أم أساءت. ولم تستقر أفكارها
Unknown page