وخفق قلبها خفقانا لم تعرفه من قبل. لكنها أطرقت وظلت ساكتة.
وأما شجرة الدر فقد سرها ما وفقت إليه من مقتل الملك المعظم؛ إذ هي التي أمرت المماليك أن
يقتلوه، ولولا ذلك لم يجسروا على قتله. وقد أغراهم على ذلك عز الدين أيبك حبيبها، وهو كبير
قواد المماليك. وكان لركن الدين بيبرس اليد الطولى في هذا العمل، وكانت قد سمعت من عز الدين
عن بسالته وتفانيه في طاعته وطاعتها، فأرادت أن تزيد إخلاصه في طاعتها فوعدته بشوكار. فلما
لحظت تعلق آماله بها تحركت في مجلسها كأنها أرادت استئناف الحديث، فقالت: «ومتى يصل إلينا
الأمير عز الدين؟»
قال: «أظنه يصل في صباح الغد، وسيأتي معه سائر الأمراء والعسكر، وسيحدث تغيير عظيم في
أمور الدولة. وقد حفظ الأمير عز الدين حق هذه البشارة لنفسه وهو كبيرنا ومولانا.»
فضحكت شجرة الدر وهي تنهض عن السرير وقالت: «أظنك نلت جائزة حسنة، وإنما أرجو أن تحقق
Unknown page