64

Shacir Ghazal Cumar Ibn Abi Rabica

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

Genres

وليس بالضروري أن تكون النوادر والأخبار التي تساق في معرض التراجم والسير من هذا القبيل، بل يكفي أن تكون النادرة مشتملة على عادة من عادات المترجم له أو سمة من سماته لتستحق الإثبات والمراجعة، وهذا الذي توخيناه في سرد ما يلي من النوادر والأخبار، وكله من الأمثلة التي تتكرر في حياة ابن أبي ربيعة وتنبئنا بحالة من حالاته أو سمة من سماته، وقد يمر بها القارئ في كتاب فلا يطيل الالتفات إليها بين النوادر، التي تروى ثم يحسن السكوت عليها.

فكان عمر يقدم فيعتمر في ذي القعدة ويخرج من إحرامه فيلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها الطنافس والديباج ويسبل لمته ويتصدى للعراقيات والمدنيات والشاميات كل منهن في الطريق التي يسلكنها، فخرج يوما للعراقيات فإذا قبة مكشوفة فيها جارية كأنها القمر تركب معها جارية سوداء كالسبجة

31 ... فقال للسوداء: من أنت؟ ومن أين أنت يا خالة؟ فقالت: لقد أطال الله تعبك إن كنت تسأل هذا العالم: من هم؟ ومن أين هم؟ قال: فأخبريني عسى أن يكون لذلك شأن. قالت: نحن من أهل العراق، فأما الأصل والمنشأ فمكة، وقد رجعنا إلى الأصل ورجعنا إلى بلدنا، فضحك. فلما نظرت إلى سواد ثنيتيه قالت: قد عرفناك! عمر بن أبي ربيعة ... قال: وبم عرفتني؟ قالت: بسواد ثنيتيك وبهيئتك التي ليست إلا لقريش ... فلم يزل عمر بها حتى تزوجها وولدت له.

ولسواد ثنيتيه قصة مع الثريا إحدى صويحباته وأجملهن فيما قيل، وخلاصتها أنه زارها يوما ومعه صديق له كان يصاحبه ويتوصل بذكره في الشعر، فلما كشفت الثريا الستر وأرادت الخروج إليه رأت صاحبه فرجعت، فقال لها: إنه ليس ممن أحتشم منه ولا أخفي عنه شيئا. واستلقى فضحك، وكان النساء إذ ذاك يتختمن في أصابعهن العشر، فخرجت إليه فضربته بظاهر كفها فأصابت الخواتيم ثنيتيه العليين وكادت أن تسقطهما، فعالجهما في البصرة فسكنتا واسودتا، وجعل خصومه يعيرونه بهما كما قال الحزين الكناني:

ما بال سنيك أم بال كسرهما

أهكذا كسرا في غير ما باس

أم نفحة من فتاة كنت تألفها

أم نالها وسط شرب

32

صدمة الكاس ••• «وكان جالسا بمنى وغلمانه حوله فأقبلت امرأة برزة

Unknown page