59

Shacir Andalusi

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

Genres

على أنك - وما عدوت الرابعة - كبير على غير نسق، فكيف يتسع لك الكرسي الصغير؟! وعلى أي لوحة تخط يداك؟ أو أي قلم وأي صحيفة تجديك؟! وأي فرقة تترنم فيها بأناشيد التسبيح؟!

كلا يا صاح. إن (دونا دومتيلا) في مسوحها الناصرية، وزنانيرها الصفراء على طراز الكساء الذي يلبسه (ريسي) السماك، سوف تسومك الركوع ساعتين - على الأقل - في ركن من أركان البستان، أو تلهب حوافرك بعصاها القاسية، أو تأكل غذاءك من السفرجل، أو تضع الورقة المشعلة تحت ذنبك حتى تحمر أذناك كما تحمر أذن ابن الفلاح قبيل المطر! ...

كلا. يا بلاتيرو. كلا، بل تعال معي أرك نوار الأرض ونجوم السماء، لا يسخر منك أحد كما يسخرون من الصبية الأغبياء، ولا يضع أحد على رأسك تلك القبعة التي تحكي رءوس الحمير، بأذنين أطول من أذنيك مرتين!

الأبله

أخال أنني منظر غريب في هذه اللحية البنية، تحت القلنسوة الصغيرة السوداء، فوق ظهر بلاتيرو.

أخرج من أطراف الطريق، في طريقي إلى الكرم، كأنها في لألائها مغسولة بيضاء بأشعة ذكاء، فإذا بأطفال النور تنكشف أطمارهم - الخضراء والحمراء والصفراء - عن بطونهم التي لوحتها الشمس، ويمدون أصواتهم بالصياح: المخبول! المخبول!

إننا نستقبل الخلاء المكشوف وجها لوجه تحت قبة السماء المتوجهة الزرقاء، تتفتح عيناي وما أقصاهما عن أذني! وتتلقيان في خشوع تلك السكينة التي لا تسمى، في ذلك الصفاء الإلهي الذي تتجلى به آفاقه الأبدية.

وهناك على البعد على الحقول والمروج، أصوات تصيح، ترن، تتكسر، تخفت، تزول: المخبول! المخبول!

يهوذا

لا تخف يا صاح. ما بالك؟! تعال. تعال على مهل، إنهم - أيها الغر - إنما يقتلون يهوذا.

Unknown page