Sawaciq Ilahiyya
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1399 - 1979 م
Genres
الخمسة وما أشبهها مع أن من أنكر ذلك جاهلا لم يكفر حتى يعرف تعريفا تزول معه الجهالة وحينئذ يكون مكذبا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذه الأمور التي يكفرون بها ليست ضروريات وإن قلتم مجمع عليها إجماعا ظاهرا يعرفه الخاص والعام قلنا لكم بينوا لنا كلام العلماء في ذلك وإلا فبينوا كلام ألف منهم وحتى مائة أو عشرة أو واحد فضلا أن يكون إجماعا ظاهرا كالصلاة فإن لم تجدوا إلا العبارة التي في الإقناع منسوبة إلى الشيخ وهي من جعل بينه وبين الله وسائط إلى آخره فهذه عبارة مجملة ونطلب منكم تفصيلها من كلام أهل العلم لتزول عنا الجهالة ولكن من أعجب العجب إنكم تستدلون بها على خلاف كلام صاحبها وعلى خلاف كلام من أوردها ونقلها في كتبه على خصوصيات كلامهم في هذه الأشياء التي تكفرون بها بل ذكروا النذر والذبح وبعض الدعاء وبعضها عدوه في المكروهات كالتبرك والتمسح وأخذ تراب القبور للتبرك والطواف بها وقد ذكر العلماء في كتبهم منهم صاحب الإقناع واللفظ له قال ويكره المبيت عند القبر وتجصيصه وتزويقه وتخليقه وتقبيله والطواف به وتبخيره وكتابة الرقاع إليه ودسها في الانقاب والاستشفاء بالتربة من الأسقام لأن ذلك كله من البدع (انتهى) وأنتم تكفرون بهذه الأمور (فإذا قلتم) صاحب الإقناع وغيره من علماء الحنابلة كصاحب الفروع جهال لا يعرفون الضروريات بل عندكم على لازم مذهبكم كفار (قلت) هؤلاء لم يحكوا من مذهب أنفسهم لا هم ولا أجل منهم بل ينقلون ويحكون مذهب أحمد بن حنبل أحد أئمة الإسلام الذي أجمعت الأمة على إمامته أتظنون أن الجاهل يجب عليه أن يقلدكم ويترك تقليد أئمة أهل العلم بل أجمع أئمة أهل العلم كما تقدم أنه لا يجوز إلا تقليد الأئمة المجتهدين وكل من لم يبلغ رتبة الاجتهاد أن يحكي ويفتي بمذاهب أهل الاجتهاد وإنما رخصوا للمستفتي أن يستفتي مثل هؤلاء لأنهم حاكين مذاهب أهل الاجتهاد والتقليد للمجتهد لا للحاكي هذا صرح به عامة أهل العلم إن طلبته من مكانه وجدته وقد تقدم لك ما فيه كفاية (وإنما) المقصود إن العبارة التي تستدلون بها على تكفير المسلمين لا تدل لمرادكم وأن من نقل هذه العبارة واستدل بها هم الذين ذكروا النذر والدعاء والذبح وغيره ذكروا ذلك كله في مواضعه ولم يجعلوه كفرا مخرجا عن الملة سوى ما ذكره الشيخ في بعض المواضع في نوع من
Page 33