البدن فتتمسك بالقوة ، وأما من السبب الفاعلي فلأن الطبيعة تتأدى إلى الأفضل ، وتتحامى عن الأنقص ، أو كما زعم أصحاب النجوم من أن قوام العالم بالشمس ، وسنوها الكبرى مائة وعشرين سنة فيقال له : ليس في قول الطائفتين برهان قطعي يدل على أن نهاية عمر الإنسان هذا القدر ، أو قدر معين غيره. ولقد جاءت الكتب الإلهية صلوات الله على من أنزلت عليه بإثبات الأعمار الطويلة للأمم السالفة ، قال الله تعالى في حق نوح (ع) «فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما» (1) والتوراة والانجيل مطابقان للقرآن العظيم في إثبات الأعمار الطويلة للآدميين ، والاصرار على إنكار ذلك دليل على الجهل.
وقال الشيخ أبو الريحان البيروني في كتابه المسمى بالآثار الباقية عن القرون الخالية (2): وقد أنكر بعض أغمار الحشوية والدهرية ما وصف من طول أعمار الأمم الخالية ، وخاصة ما ذكر فيما وراء زمان ابراهيم الخليل عليه السلام .
وذكر شيئا من كلام المنجمين ، ثم حكى عن ما شاء الله (3) أنه قال في أول كتابه في المواليد : يمكن أن يعيش أصحاب سني القران الأوسط إذا اتفق الميلاد عند تحويل القران إلى الحمل ومثلثاته ، والدلالات كانت على مثل ما ذكرنا أن يبقى المولود سني القران الأعظم وهي تسعمائة وستون سنة بالتقريب حتى يعود القران إلى موضعه.
وحكى أيضا عن أبي سعيد بن شاذان في كتاب مذاكراته مع أبي معشر (4) في الأسرار : أنه أنفذ إلى أبي معشر مولودا لابن ملك سرنديب وكان طالعه الجوزاء ، وزحل في السرطان ، والشمس في الجدي ، فحكم أبو معشر
Page 247