فكم وقعة بين الورى شهدت له ... وأعيت سجاياه اللبيب وجلت أحصنه بالله من شر حاسد ... وأدعو له بالمصطفى خير عترة
وبالآل والأصحاب تأييد ملكه ... بطول بقاء وافتخار وعزة
جسرت على مدحي له بقصيدة ... لعمري, هل أحصيت بعض سجية؟!
سليمأن خذها قد أتتك هدية ... وما هي إلا مثل إهداء نملة (1)
فليس مرادي منك فيها جوائزا ... ولا راغبا في نظمها لعطية
ولكن ثناء واقعيا ومدحة ... لقد وجبت قدما على كل نسمة
فنرجو قبولا منك يا صاحب الندا ... لتفخر بالازمان كل قصيدة
فلازلت غوثا للصريخ وناصرا ولازلت ركنا حارسا للشريعة
وحيث جرى ذكر هذا الهمام , الذي جمع من المكارم أعلاها , وحاز من المفاخم أسناها وأغلاها , أحببت أن أطرز تأليفي هذا بذكر نبذة من مآثره الجميلة , وأوشيه بذكر جملة من مناقبه الجليلة , وهي مني بمنزلة أنة المصدور (2) , ونفثة المقهور , علما مني بأن الزمان الخوان قد بخل بمثله , واسترد ما أبداه من جميل فضله , لقول أبي الطيب (3): [من المديد]
أبدا تسترد ما تهب الدنيا ... فيا ليت جودها كان بخلا
شيم الغانيات فيها فلا ... أدري لذا أنث اسمها أم لا
مشيرا إلى قول الشاعر (4): [من الطويل]
إذا ماطلت حسناء أوفت بعهدها ... ومن عهدها أن لا يدوم لها عهد
Page 141