وقد نزلت الآية الآتية في حق رجل من الأنصار اسمه: ثابت بن قيس (6) , كان عنده ضيف , فقدم الطعام له وجلسا , فأطفأ الأنصاري السراج , وبقي يمد يده [و] لا يأخذ شيئا من الطعام , وهو في حاجة الأكل , حرصا على إكرام ضيفه , وانه لا يشاركه في الأكل , وهي قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ... } (1) , ومما ورد مثل ذلك في معنى قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} (2) , انه لما مرض الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - , فنذر علي وأمه فاطمة - رضي الله عنهما - , وجارية لها تسمى فضة , إن شفي الحسين - رضي الله تعالى عنه - , يصوموا ثلاثة أيام , فشافاه الله تعالى , فصاموا , فذهب علي - رضي الله عنه - إلى ذمي كان [25و] يبيع شعيرا , فاستقرض منه ثلاث صاعات شعير , فأتى بها , فطحن وعجن وخبز ثلاث قرص , فصاموا , ففي أول يوم جاء مسكين , ودق على الباب , فقال: يا آل بيت محمد -صلى الله عليه وسلم - , مسكين جاء يطلب زادا , فأمر علي - رضي الله عنه - , أن يعطى له ما كان من الخبز , وفي الليلة الثانية جاء يتيم , فكان كما تقدم في الأول , والثالثة جاء أسير , فأعطوه ما صنع لإفطارهم , فبقوا ثلاثة أيام طيا! (3)
تتمة:
Page 138