سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، ونعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد، وإذا على نشرا كبر، وإذا هبط وأدنى هلل، وإذا خاف من شيء قرأ سورة قريش فهي أمان من كل خوف بإذن الله تعالى، وإذا أمسى بأرض قال: يا أرض ربنا وربك الله تعالى؛ أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يدب عليك، ومن شر أسد وأسود وحية وعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإذا ركب البحر قال عند ركوبه: {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم(41)} [هود]، {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون(67)} [الزمر]، وإذا رأى بلدا يريدها قال: اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه البلدة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، ويقول: اللهم ارزقنا حباها وجنبنا وباها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا، فإذا أراد النزول فيلقل عند نزوله منزلا ما رواه [في] أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث خولة بنت حكيم، وقد سبق، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من مسلم نزل منزلا فيقول حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاثا، إلا أعيذ من شر منزله حتى يظعن عنه))، وإذا أراد حسن حال ونمو مال فليقرأ سورة الكافرين والإخلاص والمعوذتين لأحاديث وردت في ذلك.
وإذا وصل إلى الميقات ولما كان ما وراء هذا مواضع مخصوصة ليس لعموم السفر دخل فيها تركناه، ولا يخفى أن جميع ما ذكره ابن بهران لا يخلو وجدانه في السنة النبوية وربما نتصدى لتخريجه إن شاء الله تعالى. أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي بن ربيعة قال: شهدت عليا عليه السلام وقد أتى بدابة سير يركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين(13)وإنا إلى ربنا لمنقلبون(14)} [الزخرف]، ثم قال: الحمد لله، ثلاث مرات، الله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت ؟!، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل مثل ما فعلت، ثم ضحك فقلت: يا رسول الله من أي شيء تضحك ؟!، فقال: ((إن ربك، عز وجل، يعجبه من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت، فيقول تعالى: علم أنه لا يغفر الذنوب غيري))، وهو مرفوع كما ترى من قول أمير المؤمنين عليه السلام رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم... إلخ.
Page 77